حول الهيئة الصحية الاسلامية

صورتي
تأسست الجمعية عام 1984 م في ظل الظروف المأساوية التي كان يعيشها اللبنانيون جراء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث قامت الجمعية وقتذاك بأعباء الإسعاف الأوّلي والدفاع المدني قبل أن تنشئ الهيئة بعد ذلك المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة المحرومة منها، حيث الحاجة ملحة لذلك. ومن ثم حصلت الجمعية على الترخيص من وزارة الداخلية اللبنانية عام 1988 تحت علم وخبر 291/أ.د وبعده على صفة المنفعة العامة.

المخدرات التي تضرب جميع الفئات اللبنانية


لخص سماحة السيد حسن نصر الله خلال إحياء إحدى ليالي عاشوراء مشكلة المخدرات،

حين قال بما معناه: "لبنان المنقسم سياسياً لم يتوحد في مسألة كما يتوحد اليوم في مواجهة
أزمة المخدرات التي تضرب جميع الفئات اللبنانية من جميع الطوائف والمناطق والانتماءات."

والخطر في الأمر أنها باتت تضرب المدارس والجامعات، وحجم التصدي لها من قبل المعنيين
بالعملية التربوية لا يتلاءم مع حجم الكارثة. لهيئة الصحية الاسلامية
هي آفة مميتة، تفتك بالنفس والجسد، تعصف بالكيان الإنساني، تضرب المجتمعات بقسوة
فتمزقها، وتدمر القيم الإنسانية والأخلاقية، وتحول المتعاطي لهذه الآفة الى وحش كاسر يتخلى
عن كل المحرمات والتقاليد والنظم من اجل متعة آنية عابرة زائلة. تخلف وراءها انهيار شبه كامل
للقوى العقلية والنفسية، تشل الطموح والإرادة، وتحد من عمل العقل.
وهنا لا بد من الإضاءة على بعض التفاصيل من حيث تصنيف المخدرات وعوارض التسمم نسبة
الى نوع المخدر، وسنكتفي بذكر الأخطر منهم من حيث الضرر الطبي والنفسي والاجتماعي.
آخذين بالاعتبار أن النيكوتين (وهي المادة الأساس في الدخان) تعتبر من المخدرات إلا أن
قبول التدخين اجتماعياً يجعل معظمنا لا يتنبه لهذا الأمر:
أولا، المنبهات stimulants وتشمل الكوكايين والامفيتامين والمواد شبيهة الامفيتامين.
ولها تسميات عديدة في الشارع مثل: "سبيد" و"ايس" وتستعمل أما عن طريق التنشق
أو عن طريق الحقن.
من أهم عوارض التسمم بهذه المواد:
- تغير ملحوظ في السلوك الاجتماعي (اليوفوريا وهي الشعور بالنشاط والخفة، القلق والتوتر،
الغضب، خلل في الحكم او العمل الوظيفي والاجتماعي)
- خفقان او بطء القلب
- توسع بؤبؤ العين
- تغير ضغط الدم
- تعرّق وقشعريرة
- غثيان واستفراغ
- نقص غير مبرر في الوزن
- هيجان نفس-حركي
- وهن عضلي وآلم في الصدر
- إرباك confusion، نوبات مرضية
ولا بد من الإشارة الى انه ليس من الضرورة حدوث كل العوارض في آن واحد.
من اخطر مضاعفات الإدمان على هذه الفئة من المخدرات هي الذبحة القلبية ولهذا فإن
نسبة كبيرة من المدمنين يشكون من الم في الصدر مما يجعلهم يتوجهون بصورة طارئة الى المستشفى.
ثانياً، الافيونات opioids ومن أهم ما تشتمل عليه هو الهيروين. ابرز عوارض التسمم بالهيرويين هي:
- يوفوريا يتبعها مرحلة من الوهن واللامبالاة
- تضيق في البؤبؤ
- نعاس وخلل في الانتباه والذاكرة
- تلعثم في الكلام
ثالثاً، المواد المهلوسة وأبرزها LSD وهي تسبب الهلوسات البصرية والهذيان، هذا بالإضافة الى
إن رد الفعل النفسي عليه لا يمكن التنبؤ به.
هذا ويجب على الأهل عند ظهور أي من العوارض المذكورة القيام بالخطوات التالية:
- استشارة الطبيب النفسي لوصف وتشخيص الحالة
- تشديد المراقبة الدقيقة بالتنسيق مع الإدارة المدرسية أو الجامعية
- الإرشاد النفسي والتوعية الهادئة الهادفة للتنبيه الى الخطورة التي تتهدد هؤلاء الأبناء
- الدعم الديني بالتنسيق مع علماء الدين باعتبار ذلك مخالفاً لكل الشرائع السماوية
- التحويل الى النشاطات اللاصفية المتمثلة بالرياضة والمطالعة وتعلم بعض المهن.
في العيادات النفسية وعند معالجتنا لبعض المدمنين الذين وقعوا ضحية هذه الآفة تحدث
بعضهم عن لجوء قسري الى المخدرات للخلاص من أزمة نفسية، أو لانعدام الأمل بالغد،
وبسبب ضبابية الرؤيا المستقبلية والخلاص من حالة اليأس والإحباط.... وتكر سبحة التبريرات
الغير منطقية والمرضية أصلا لدى هؤلاء متجاهلين إن اللجوء الى هذه الوسائل لتجميل وتحسين
الواقع إنما هو وهم قاتل وان مثله مثل "المستعيض عن الرمضاء بالنار!"
من اجل ذلك وغيره فإننا نرى ضرورة إنشاء العيادات التربوية والنفسية في مختلف مؤسساتنا
خصوصاً تلك التي تضم مجموعات كبرى من شبابنا للقيام بكشف ومعالجة الحالات في بداياتها
قبل أن تستفحل، ويمتد خطرها لتضرب هؤلاء الشباب في كل اتجاه. وتجعل من مجتمعنا مجتمعاً
هزيلاً مريضاً، لا يقوى على المواجهة وخاصة مواجهة العدو الذي يتربص بنا شراً ويعتقد خاطئاً انه
سيجد في مواجهته جيلاً ضعيفاً لا حول له ولا قوة.
الدكتور فضل محمد شحيمي متخصص في الأمراض النفسية والعقلية .

دور المدرسة في الوقاية من المخدرات

عامر شاب في الـ20 من عمره  في السنة الثانية من المرحلة الجامعية وقع ضحية المخدرات
، بسبب رفقة سوء صورت له المخدرات كأنها الخلاص من معاناته ومشاكله
وستكون الجنة بالنسبة له،وهكذا تبدأ حكاية عامر فهو الشاب الذي توفي والده وهو في
عمر السادسة عشر، وبسبب عدم قدرة الوالدة على إعالته مع إخوته الأربعة اضطرت
الى وضعه داخلي في إحدى المؤسسات وهناك بدأ مشواره مع المخدرات فأولا أدمن
التدخين وثم سول له احد
رفاق السوء تجربة مادة تسم
بين بعضهم بلقب "اوريو" وهو الهرويين ومن بعدها "سوسو"
وهو دواء السيمو، وكرة السبح حتى وصل الحال بعامر الى تجربة كل شيء كي يصل الى
الشعور باللذة، هذا الشعور الذي تحسسه في المرة الأولى والذي لن يعود إليه أبدا.
الآن عامر شاب محبط يعيش في الفراغ ترك الجامعة بعد أن كان من المتفوقين، أصبحت تراه
يفعل لك أي شيء مقابل الحصول على جرعة تريحه من تلك الأوجاع اللئيمة التي بدأت تصيبه
يتمنى بها الموت للتخلص منها
حالة عامر هذه هي مثال لكثير من الشباب وقوع ضحية تلك الآفة اللعينة والتي صورت لهم بالجنة
نقف هنا لنلقي الضوء على مسؤوليتنا أمام أبنائنا خاصة في المدارس والتي تعتبر المكان الأفضل
الى ترويج تلك المادة اللعينة فما هو هذا الدور:
إن مشكلة إدمان المخدرات ضمن أكبر وأهم المشكلات التي تواجه المدارس إلا أن هناك العديد
ممن يتجاهلون حجم خطورة المشكلة التي تعصف بأطفالهم ومدارسهم ومجتمعاتهم.
فقد أظهرت الأبحاث أن نسب تعاطي وإدمان المخدرات بين الأطفال تزيد 10 مرات على ما يظنه
الآباء في تقديراتهم بالإضافة إلى أن العديد من التلاميذ على علم بأن آبائهم ليسوا على دراية
بمدى خطورة تعاطيهم المخدرات وهذا الأمر يقودهم  إلى التمادي في التعاطي غير مهتمين بما
ينالونه من عقاب.كما إن تغافل مديري المدارس وكذا المدرسين عن هؤلاء الطلاب الذين يتعاطون
المخدرات وكما يصرح أحد المدرسين قائلاً : أننا نفضل الاعتقاد بأن أولادنا بعيدون كل البعد عن
تعاطي المخدرات بينما الحقائق تقول أنه ممكن أن يكون أفضل تلميذ والذي ينحدر من عائلة عريقة
في المجتمع يعاني من مشكلة التعاطي وإدمان المخدرات.

حقائق تم التوصل إليها:
• أن تعاطي المخدرات ليس مقتصرا على فئة أو مجموعة بعينها من فئات المجتمع أو مرتبطا بمستوى
اقتصادي معين بل أنها مشكلة تؤثر وبشكل فعال في مجتمعاتنا ككل.
• أن تعاطي وإدمان المخدرات ليس مقتصرا فقط على المدارس الثانوية فحسب بل في المدارس
الإعدادية والابتدائية على السواء.
• وبالرغم من اقتصار الاتجار في تلك السموم على البالغين إلا أن الوسيط الذي يقوم بترويج المخدرات
داخل المدارس هو أحد تلاميذ المدرسة.
ولكي يتعرف الآباء والكادر التعليمي على أولئك الطلاب سواء أكانوا متعاطين أو مروجين يجب أن يكون
لديهم الخبرة الكافية للتعرف على أبعاد المشكلة وطرق مواجهتها من خلال:
أولاً : العلامات الدالة على تعاطي وإدمان المخدرات:
من الممكن اعتبار التغير الذي يطرأ على أنماط السلوك والمظهر والأداء مؤشراً على تعاطي
المخدرات، ولهذا السبب فيجب على الكادر التعليمي والأهل  ملاحظة تلك التغيرات التي
قد تطرأ على سلوك الصغار منها :
1. علامات تعاطي وحيازة المخدرات
• امتلاك وحيازة أشياء مرتبطة بالتعاطي كـ الغليون (البايب)، الورق اللف ، زجاجات الأدوية
المضادة للاحتقان ، الثقاب ، الولاعة.
• حيازة أو دليل حيازة المخدرات: نباتات غريبة الشكل، أعقاب السجائر، الحبوب، إخفاء بعض
أوراق النباتات في جيوب الملابس.
• رائحة المخدرات: شم رائحة كرائحة البخور أو بعض الروائح الأخرى.
1. الاندماج في وسط المخدرات :
• الاهتمام بالمجلات المختصة بالمخدرات والشعارات التي تكتب على الملابس.
• الأحاديث والنكات المنصبة على موضوع المخدرات.
• العداء في الحديث عن المخدرات.


2. أشكال التدهور البدني الناجم عن تعاطي المخدرات :
• يشمل ذلك وجود هفوات الذاكرة " النسيان"، ضعف الذاكرة للأحداث القريبة، صعوبة
في عملية التذكر.وهذه علامات لم تكن موجودة مسبقاً
• ضعف ووهن في الجسم ، التهتهة في الكلام و" عدم ترابط الحديث"
• تعب وفتور وخمول وعدم الاهتمام بالصحة.
• احمرار العين مع اتساع حدقة العين.
3. التغيرات الطارئة على الأداء داخل الصف:
• ملاحظة تدهور ملحوظ في مستوى كفاءة الطالب ليس فقط في هبوط مستواه العملي
بل عدم إكمال الواجبات ونقص في التقييم العام.
• كثرة التغيب من المدرسة أو التأخر عن الحضور.
4. التغيرات السلوكية:
• عدم الأمانة وتشمل " الكذب، السرقة، الخداع.
• تغير الأصحاب ، المراوغة في الحديث عن الأصدقاء الجدد.
• حيازة مبالغ طائلة من المال.
• غضب شديد وغير مبرر وارتفاع درجة العدوانية، والقلق وكذا الكتمان.
• انخفاض معدل النشاط والهمة ، القدرة ، ضبط النفس ، تقدير الذات.
• الإقلال من الاهتمام بالأنشطة والهوايات.
ثانياً : التعرف على تعاطي وإدمان المخدرات
تعرف على علامات تعاطي وإدمان المخدرات .وفى حالة ملاحظة أعراض ظهور وتعاطي
المخدرات تعامل معها بشكل عاجل.لذا على الأهل والكادر التعليمي عند ملاحظتهم للعلامات
المبكرة لتعاطي وإدمان الطلاب يجب عليهم مواجهة تلك المشكلة بأساليب التالية:
• معرفة حجم مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات في مجتمعاتهم وداخل مدارس أولادهم.
• قدرتهم على معرفة العلامات الدالة على إدمان المخدرات.
• مقابلة والاجتماع بآباء وأمهات أصدقاء وزملاء أبنائهم بالمدرسة وإجراء الحوارات عن حجم
مشكلة الإدمان داخل المدرسة.
• إقامة وسائل يسهل معها تبادل المعلومات حول المخدرات وخطرها وذلك لتحديد أي فئة من
الأطفال يتعاطون المخدرات ومن الذي يقوم بإعطائهم إياها.
•  يجب على الآباء الذين يشكون في أن أولادهم يتعاطون المخدرات أن يتعاملوا مع المشكلة
بدون اللجوء إلى التعصب والحنق والشعور بالذنب
• بعض الآباء يتغافلون عن التأكد من صحة ظنهم وادعائهم في تعاطي الأولاد المخدرات بل
ويؤجلوا مسألة مواجهة أولادهم بذلك.
• أن عملية اكتشاف ومحاولة معاجلة مشكلة التعاطي في مراحلها الأولى يوفر الصعوبة التي
تحدث في عملية التغلب عليها.
ويجب على الآباء حيال شكوكهم في كون أولادهم يتعاطون المخدرات أن يسلكوا المنهج التالي:
• وضع خطة عمل والتشاور مع المسئولين داخل المدرسة وآباء الطلاب الآخرين
• بحث الشكوك في جو هادئ وإتباع أسلوب موضوعي منطقي وعدم مواجهة الابن أثناء وقوعه
تحت تأثير المخدر.
• فرض إجراءات نظامية تساعد على إبعاد الابن عن تلك الظروف التي يسهل فيها تعاطي المخدرات.
• البحث عن وسائل للمساعدة والعلاج مع المختصين عن علاج تعاطي وإدمان المخدرات.

ثالثاً: مدارس بدون مخدرات
• ما الذي يجب القيام به حيال تلك المشكلة؟
وضع خطة يكون هدفها هو جعل المدارس خالية من ظاهرة تعاطي المخدرات ويشمل ذلك الالتزام
من قبل كل فرد كلاً فيما يخصه.
أولا :دور الآباء:-
1. يشمل دور الآباء تعليم معايير الصح والخطأ مع عملية توضيح تلك المعايير عن طريق استخدام أمثال
شخصية (أهمية دور القدوة وأن يكون الآباء خير قدوة لأبنائهم).
2. مساعدة الأبناء في المقاومة والتصدي للضغوط التي يمليها عليهم أصدقاؤهم "أصدقاء السوء" لتعاطي
المخدرات ويتم ذلك من خلال ملاحظة أنشطتهم ومعرفة من أصدقاؤهم والحديث معهم عن اهتماماتهم
وطرق حل مشاكلهم.
3. معرفة كل شئ عن المخدرات وعلامات الإدمان.



ثانيا :دور المدارس:
4. تحديد درجة ومدى تعاطي المخدرات، والى أي مدى هو ؟ مع إيجاد وسائل المراقبة واستخدامها بشكل
منتظم.
5. وضع قوانين واضحة ومحددة تتعلق بمسألة تعاطي المخدرات على أن تتضمن تلك القوانين على تدابير قوية لحل الأزمة.
6. وضع سياسات حازمة ضد التعاطي وتتسم تلك السياسات بالعدالة والانتظام مع تنفيذ وتطبيق إجراءات
أمنية للقضاء على تعاطي المخدرات داخل أسوار المدرسة.
7. تنفيذ منهج شامل متكامل للوقاية من إدمان المخدرات من بداية مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية الدراسة الثانوية هدفها التعريف بأن الإدمان وتعاطي المخدرات يعتبر شيئا خطأ وضارا للغاية مع القيام بدعم ومساندة برامج الوقاية ضد المخدرات.
8. الوصول للمجتمع للمساعدة فى تحقيق السياسة المضادة للتعاطي داخل المدارس مع وضع برنامج عمل لذلك مع أهمية تطوير وتنمية العمل الجماعي والتي من خلاله تقوم كلًّ من المدرسة ، والجمعيات الأهلية التطوعية
ومجالس الآباء ، ورجال القانون ، والمنظمات العلاجية بالعمل معاً لتقديم المصادر اللازمة للقضاء على تلك الظاهرة.
• دور التلاميذ داخل المدرسة :
1. على التلاميذ معرفة الآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات، أسباب كون المخدرات مواد ضارة وإيجاد السبل لمقاومتها.
2. استغلال الخطر الناجم عن أزمة التعاطي كمثل للاستفادة منه في مساعدة الطلبة الآخرين في اجتناب إدمان هذه الأنواع من المخدرات ، مع تشجيع التلاميذ الآخرين لمقاومة الوقوع في براثن الإدمان ، إقناع المتعاطين للمخدرات بضرورة الجد في طلب المعونة ، والإبلاغ عن المدمنين الذين يبيعون المخدرات للطلبة وذلك للمسئولين عن المدرسة أو لأولياء الأمور.

هل تسبب المنشطات الرياضية الإدمان؟؟؟



يرتاد الشباب النوادي الرياضية بهدف تقوية أجسامهم والحفاظ على لياقتهم البدنية، ولا يقتصر
التسابق بينهم على تحقيق الانجازات العالية بل يسعى البعض إلى التباري على حجم الكتلة
العضلية ويعتبرها مدعاة للتفاخر الاجتماعي...
يفوز عادة في الرياضات، الهواة والمحترفين الذين يملكون قوة أو طاقة تحمّل، والتي يعتمد
إنتاجها على حجم العضلات وإمكانية الأعصاب على تنبه التقلص العضلي، وعادة يتدرب الرياضيون
على تمارين رياضية خاصة لتحسين التنبيه العصبي والاستجابة العصبية لعضلاتهم، منها تمارين
استخدام الأوزان والأثقال لبناء العضلات،ولكن بعض الأفراد من الرياضيين يتناولون الهرمونات وبعض
التركيبات الدوائية المبتكرة ليحرضوا أجسامهم على بناء المزيد من العضلات من هنا ننطلق لتسليط
الضوء على ما يعرف بالمنشطات الرياضية،
فما هي :
المنشطات الرياضية هي أية مادة عند إدخالها إلى الجسم تعطي الإنسان نشاطاً أكثر من نشاطه
الاعتيادي وتزيد من الكفاءة البدنية، وقديماً استخدمت المنشطات الرياضية عند الفراعنة لزيادة اللياقة
البدنية كما  استخدمت عند الإغريق والأفارقة بوصفات مختلفة...من هذه المواد تم استعمال المواد
المخدرة ومنها الكوكايين والقات كمواد تبعث على النشوة والنشاط ولكن ما لبث أن بدء الأفراد يدمنون
عليها وتصيبهم بعوارض صحية خطيرة، وقد حدثت أول وفاة عام 1886م لأحد اللاعبين باستخدامه جرعة مضاعفة
من الكوكايين..وفي القرن العشرين استخدمها الرياضيون بكثرة للحصول على انجازات عالية.وفي الثلاثنيات توسّع
استعمال المنشطات نظراً لتوسع أنواع الرياضة، وتنوعت المواد التي يستخدمها الرياضيون كمنشط ...
منعت اللجنة الأولمبية الدولية استعمال المنشطات لأنها باختصار تؤثر على سلامة الرياضي نفسه وتضر
بصحته ولها آثار سلبية وخطيرة تصل إلى حدّ الموت خاصة بعد تكرر حالات الإصابة بين اللاعبين (موت- إغماء- إدمان...)،
بالإضافة إلى أنها تُعتبر نوعاً من الغش والخداع وتتنافى مع القيم والأخلاق في المنافسة الرياضية الشريفة.


من أكثر المنشطات تداولاً بين الرياضيين محظورة دولياً:
-المنبهات للجهاز العصبي المركزي أهمها :الأمفيتامين- الكوكايين- القات –الكافيين-الأفدرين.
- المخدرات
- الهرمونات البنائية: الإندروجينات- الناندرولون –ميسترولون- بروفيرون- ميتنولون- تستيرون- الكورتزون.
-أدوية مهبطة لاستقبالات القلب البائية.
-أدوية مدرة للبول: (Asetazolamaid-Clortaledon-Merselet)
- الهرمونات الببتيدية: Nondorlon-Mestrolon-Proveron-Testron...
-مواد غير محظورة ولكنها خاضعة لقيود خاصة:
- الكحول
- الماريجوانا
- المخدرات الموضعية
- الكورتزون الموضعي.
العوارض الصحية لمتناول المنشطات:
تسبب المنشطات أضرار صحية عن استخدام جرعات دوائية أكثر من المسموح بها طبياً، ولا يمكننا تحديد الضرر إلا بعد
تعرفنا على نوع المنشط وفترة استخدامه ومن المؤكد علمياً أنه كلما زادت فترة الاستخدام والجرعات زادت المخاطر
واحتمالات الإدمان عند الرياضي.... تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى كثرة الأضرار الصحية التي تنتج على تعاطي
المنشطات ونختصرها بالتالي:
أ‌- الاكتئاب النفسي.
ب‌- الأثر على السلوك: أثبتت بعض الدراسات وخاصة عند تعاطي الجرعات الكبيرة تؤدي إلى العنف والسرقة والشجار
ويزداد الإحساس بالنرجسية والزهو بالنفس وتعظيم الذات وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين...
ت‌- الالتهاب الكبدي(تدهور في وظائف الكبد المتمثل في ارتفاع أنزيمات الكبد وحدوث الصفراء...).
ث‌- التهاب المعدة المؤدي إلى القرحة.
ج‌- أمراض عصبية مختلفة.
ح‌- الأرق والهلوسة.
خ‌- الإسهال والغثيان.
د‌- فقدان الاتزان.
ذ‌- أمراض القلب والرئة(ارتفاع ضغط الدم وتضخم عضلة القلب يؤدي إلى جلطات قلبية وأحياناً موت مفاجئ).
ر‌- فقدان الشهية للطعام.
ز‌- ارتخاء في العضلات.
س‌- زيادة بإفرازات الدموع والأنف.
ش‌- الطفح الجلدي.
ص‌- هبوط في التنفس.
ض‌- العقم (استخدام هرمون التستستيرون ).
ط‌- الإدمان: في البداية يتناول جرعات محددة من المنشطات مما يسبب رفع القابلية البدنية والوظيفية ولكن
بعد تعوّد جسمه للجرعة المتناولة يكون تأثيرها محدود جداً مما يجعله يزيد من الجرعة المنشطة المتناولة
وهكذا بعد كل فترة زمنية يضطر لزيادتها لأحداث التأثير المطلوب وهذا ما يقوده إلى الإدمان واستمرار تعاطي
جرعات عالية وبذلك تظهر علامات وأعراض مرضية غير طبيعية قد تؤدي به إلى الانهيار وأحياناً الوفاة.

جحيم الإدمان بين الجسد والنفس


الإدمان آفة كبرى تضرب الإنسان والمجتمع فتفتك بهما ، وهو ليس بمرض طارئ على الإنسان ، ولكنه ناتج عن عدة أسباب منها :

أولاً: العوامل البيولوجية: Biological Factors

1. الوراثة: لوحظ أن الإدمان يزيد في عائلات معينة، حتى أن مدمن (الكحول)على سبيل المثال، يزيد الإدمان بين أطفاله إلى أربعة أمثاله لدى أطفال الآباء غير المدمنين .
2. وجود آلام جسمانية مزمنة مثل آلام المفاصل والآلام السرطانية الناتجة عن ورم سرطاني.
3. إدمان الأم أثناء الحمل يجعل الطفل يولد ولديه اعتماد فسيولوجي.

ثانياً: العوامل النفسية Psychological Factors

1. وجود مرض نفسي مثل القلق والاكتئاب، ومحاولة الشخص علاج نفسه بعيداً عن الذهاب لطبيب نفسي حتى لا يقال عنه أنه ( مجنون) .
2. ضعف تكوين الشخصية وزيادة الاعتمادية التي ترتبط بالميول.
3. السيطرة ومبدأ اللذة وضعف الأنا الأعلى.
4. العناد والرغبة في المغامرة المدمرة لوجود عدوان موجه ضد الذات.
5. الإحباط وغياب الهدف ، واشتداد المعاناة في أزمة الهوية التي يبحث فيها المراهق عن نفسه وهدفه.
6. القابلية للاستهواء بواسطة رفاق السوء.
7. وجود أفكار خاطئة مثل زيادة الطاقة الجنسية بواسطة المخدرات، والعكس هو الصحيح، حيث أنها تؤثر عن طريق تقليل هرمون الذكورة (التستوستيرون).

ثالثاً: العوامل الاجتماعية: Social Factors

1. اضطراب الأسرة وعدم استقرارها، أو وجود غربة بين أفرادها، أو سيطرة الأب الباعثة على التمرد، أو إدمان أحد الوالدين، بالإضافة إلى الطلاق أو الانفصال بين الوالدين، أو غياب أحد الوالدين بالعمل المتواصل أو بالهجرة، وتفكك الروابط الأسرية التي فرضتها قيم المدنية بخروج المرأة للعمل، وتقلص دور الأم في حياتها، وإدخال أجهزة لاهية (مثل التلفاز وغيره ) قللت من الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة.
2. تخبط المجتمع وعدم وضوح الرؤية، وغياب هدف قومي عام، وغياب القدوة في كثير من المجتمعات.(ففي لبنان حتى الآن لا يجمع اللبنانيون على تشخيص من هو العدو ومن هو الصديق؟! )
3. نقص مشاركة الشباب وعدم وجود دور واضح لهم في المجتمع والمنظمات السياسية.
4. الإحباط الجماعي الذي يعيشه الشباب بغياب الحلم بفرصة عمل حقيقية .
5. سوء العملية التعليمية التي تركز على حشو الرأس، وقهر الطفل، وجعله في موقف المتلقي السلبي، وهو الذي ينمي اعتماديته والقابلية للاستهواء، وجعله يقبل ما يعرض عليه دون نقاش أو تفكير.
6. ضعف القيم الروحية، وفصل الروح عن المادة، والاهتمام بالمادة على حساب الروح، وتشجيع الاستهلاك على حساب الفكر والعمل ، والبعد عن الدين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان .
7. اختلال القيم المتعلقة بالثقافة والعمل والكسب، والرغبة في الإثراء السريع بمختلف الأساليب من غش ونصب وتحايل على القوانين.
8. انتشار المخدرات وتيسير الحصول عليها بواسطة مافيا المخدرات .
9. التناقض الذي يقع فيه المجتمع بإباحة تداول الخمر والمسكرات .
أضرار المسكرات والمخدرات والتبغ على الصحة النفسية
تتباين المواد النفسية في آثارها على الصحة النفسية تبعاً لطبيعتها الكيميائية، والجرعة المتعاطاة، ومدة التعاطي ، وحالة المتعاطي النفسية عند التعاطي:
الكحول والخمور
يمكن تقسيم الآثار النفسية للكحول إلى أربعة أقسام تبعاً لمسبباتها المباشرة :
1. نتيجة التسمم Intoxication
أ. التسمم الكحولي Intoxication Phenomena Alcoholic Idio Syncretic وتظهر بصورة حادة خلال دقائق من تعاطي كمية صغيرة من الكحول، لا تؤدي ـ في المعتاد ـ إلى مثل هذا الأثر وتكون في صورة تصرفات عدوانية وكانت تسمى في الماضي الشرب المرضي (Pathological Drunkenness).
ب. فقدان الذاكرة مؤقتاً (Memmory Blackouts) وتحدث في صورة نوبات بعد الشرب الكثيف وذلك برغم الوعي ، ويزداد تكرارها، وتطول مدة فقد الذاكرة مع استمرار الشراب وكثافته.
2. أعراض الانسحاب (Withdrawal Symptoms)
أ . أعراض خفيفة Minor Withdrawal وتظهر في خلال 4 ـ 6 ساعات عن التوقف ـ في صورة قلق نفسي وهيجان وأرق وضعف وزيادة التعرق مع بعض الأعراض الجسدية (Physical Symptoms & Signs)
ب . أعراض متوسطة Intermediate Withdrawal وتشمل بالإضافة إلى ما سبق هلوسة (Hallucination) ـ غالباً سمعية (Auditory) ـ وتحدث في حوالي 5% من المدمنين، وتكون الأصوات المسموعة مهددة ومحفزة للشخص، مما يؤثر في حالته النفسية وتؤدي إلى توتر وعصبية. وتحدث بعض الأعراض الجسدية كالتشنجات والصرع واضطرابات نظم القلب.
ج. أعراض شديدة Major Withdrawal وتشمل ما يسمى بالهذيان الارتعاشي Delirium tremens وهو يصيب حوالي 5 ـ 15% من المدمنين الذين أدمنوا على الشرب بكثافة ولمدة طويلة ثم توقفوا فجأة عن الشرب. وتتمثل الأعراض في تغير سريع وواضح في النشاط العقلي، ضبابية الوعي (Cloudness of Consciousness)، خلل في الذاكرة القريبة، فقدان القدرة على معرفة الزمان والمكان، خلل في استقبال الأحاسيس (Perception) وإدراكها، هيجان شديد وارتباك، خوف واضح وأرق شديد، وهلاوس وخيالات بصرية مزعجة ومخيفة، وقد يسمع الشخص أصواتاً غريبة. وكل ذلك قد يدفع الشخص إلى القيام بأعمال عدوانية أو يقدم على الانتحار هروباً من تلك الأعراض والمخاوف، وتظهر معظم هذه الأعراض خلال ثلاثة أيام من التوقف وقد تستمر إلى 4 ـ 7 أيام وتبلغ نسبة الوفيات 5%.
3. أعراض ناتجة من تسمم/و/ أو نقص غذائي
أ. ذهان كورساكوف (Korsakov's Psychosis) ويحدث نتيجة لإصابة بعض مناطق الدماغ ، وأهم ما يميزه فقدان الذاكرة للأحـداث القـريبة، مع محاولة تزييف الواقع لملء ثغرات الذاكرة (Confabulation). ويصاحبه تغيرات في الشخصية مثل تبلد الشعور، وفقدان المبادرة، والإهمال الشديد نحو الهندام والنظافة، وفقدان حب الاستطلاع، والنوبات الاندفاعية في الغضب أو السرور.
ب. داء فيرنبكية Wernicke's Encephalopathy وغالباً ينتج عن نقص فيتامين ب1 (ثيامين) ـ وتتمثل أعراضه في ارتباك (Confusion) مع شلل في عضلات العين (Ophthalmoplegia)
ج. العته الكحولي Alcoholic Dementia نتيجة الأثر السمي المباشر ـ مؤدياً إلى ضمور في خلايا المخ ـ وتحدث تغيرات في الشخصية، وتدهور في الذاكرة ووظائف الإدراك الأخرى، وحالات اكتئاب، وتقلب في المزاج. وقد ظل هناك خلاف شديد حول أسباب هذا المرض، ولا يزل البعض يرى أن له أسباباً أخرى غير الكحول.
4. أمراض نفسية مصاحبة Associated Psychological Disorders
وتشمل
أ. اضطرابات في الشخصية (Personality Disorders) حيث يحدث تدهور في الشخصية وتتركز حول الذات، مع عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين، وتصبح نفسية المدمن انطوائية وقلقة ومتعالية مع عدم الإحساس بالمسؤولية في المنزل والعمل وتدني في الأداء. وفقدان لقيم الأمانة والصدق، وقد تؤدي إلى ارتكاب الجرائم.
ب. اضطرابات عاطفية (Affective Disorders) مثل حالات الاكتئاب depression. وقد يكون الاكتئاب سبباً في تعاطي الخمور ـ وقد ينتج من تعاطيها ـ ويصاب المدمن بضيق شديد يدفعه إلى مزيد من الشرب وقد يؤدي به إلى الانتحار.
وقد يصاب المدمن بحالات من الذهان الهوسي الاكتئابي (Manic Depressive Psychosis)
ج. محاولات انتحارية (Suicidal Attempt) وقد أثبتت بعض الإحصائيات أن 6 ـ 20% من المدمنين ينهون حياتهم بالانتحار.
د. أوهـام خيـلانية (Paranoid Delusions). ومن أهمهـا الغيرة المـرضية (Patholagical Jealousy) ، حيث تزداد غيرة المدمن، على شريك حياته، ويصاحب ذلك شك في إخلاصه، واتهامه بالخيانة الزوجية . . .
وقد يدفعه ذلك إلى العنف وإلحاق الضرر بشريكه .
هـ. ضعف جنسي نفسي Impaired Psychosexual Function حيث يكثر بين المدمنين، خصوصاً مع حدوث مشاكل زوجية بسبب الشرب.
و. حالات القلق النفسي والخوف والأرق ـ وهي كثيرة بين المتعاطين مع الشعور باليأس والقنوط
ويختلف أثر الكحول على سلوكيات الشخص تبعاً لعدة عوامل منها الكمية المتعاطاه، وتركيز الكحول، والسن والجنس.

الأفيون ومشتقاته (Opium)

ويؤدي الإدمان على هذه المجموعة إلى الآثار النفسية التالية:

1. ·    الاكتئاب (Depression): وتعتبر مجموعة المدمنين مجموعة هشة، ومستهدفة للإصابة بالاكتئاب تبلد الشعور، وبطء التفكير، وبطء اتخاذ القرار في الوقت المناسب، مما يكون له آثار سيئة في بعض المواقف مثل قيادة المركبات، وكذلك هبوط في درجة الإحساس بالمؤثرات الخارجية وسرعة رد الفعل المقابل. ويعاني المدمن خللا في تقدير الزمن والمسافات ودرجة الإحساس باللمس. وتشير بعض البحوث إلى غلبة العوامل المهيئة للسلوكيات الانتحارية بين مدمني الأفيونات.

2. ·    آثار الامتناع Withdrawal Symptoms: فيها عدم القدرة على تحمل الألم، والنسيان وتداخل الأفكار وعدم ترابطها وترتيبها، مع الخمول والكسل، بجانب ما يصاحب ذلك من أعراض جسدية. وتظهر أعراض الانسحاب على الأطفال حديثي الولادة لأمهات مدمنات. أما الهيروين فهو يشابه الأفيون ولكنه أشد منه أثراً. حيث يؤدي إلى تغييرات كبيرة في سلوك المدمن وأخلاقه، مع إحساس بالنقص، ويشعر المدمن في داخله كأنه إنسان حقير، فينطوي على نفسه. ويكثر الاكتئاب، وقد يؤدي إلى الانتحار.

القنّب Cannabis:

ويؤدي إلى الأعراض النفسية التالية

أ . الاضطرابات النفسية العامة وأهمها ما يشبه الانفصام، حيث تزيد نسبة حدوثه بين المدمنين إلى ستة أمثال النسبة المناظرة بين غير المدمنين.
ب. اختلال الوظائف النفسية
وقد تكون له آثاراً مباشرة وسريعة وقصيرة المدى أو آثاراً طويلة المدى على الوظائف السلوكية. وأهم هذه الوظائف التي يصيبها الخلل:
- دقة الإدراك، خصوصاً دقة الإدراك المصحوب بأداء يعتمد على التآزر البصري الحركي.
- سرعة الحركة البسيطة، سرعة الأداء الحركي في إطار مجال بصري معقد.
- الذاكرة قصيرة المدى، وتقدير المدد الزمنية المحددة، وكذلك الأطوال، وفقد القدرة على المتابعة، وكذلك يؤثر في المزاج، وتتصدع الكفاءات المدرسية لدى الأطفال.
الأمفيتامينات (Amphitamines)
يؤدي إدمانها إلى عجز متزايد في القدرة على التركيز، مع خلل في سلامة الحكم وفقدان الشهية. وكذلك كثرة الحركة Overactivity مع كثرة الكلام. ومع الاستعمال لفترات طويلة يؤدي إلى ظهور نزعات عدوانية، وأفكار ومشاعر اضطهادية قد تأخذ شكل ضلالات (Delusions) تصحبها اندفاعات عدوانية قد تصل إلى حد القتل. كذلك قد تظهر حالا ذهان خيلائي Paranoid psychosis لا تختلف عن حالات الانفصام.. وقد يعاني الشخص من هلاوس (Hallucinations) سمعية وبصرية.
أما عن التغيرات في الشخصية، فيحدث تفكك سلوكي وتفسخ في الشخصية، مع انسحاب من الحياة العامة والتفاعلات الاجتماعية، ويزداد انهماك الشخص، ويفقد البصيرة في دلالة أعماله، ويتورط في مزيد من العنف.
الكوكاكيين Cocaine
ويشبه في تأثيره الأمفيتامينات ولكنه أشد أثراً ، حيث يؤدي إلى تقلبات مزاجية وأرق وهلاوس، وذهان خيلائي وارتباك وكآبة، وقد يؤدي إلى تشنجات، وإحساس بالدوخة. ومع الاستمرار في الاستعمال لفترات طويلة يتعرض الشخص لنوبات من الفزع (Panic attacks) والتي قد تتوالى بتكرارات عالية، مع ظهور مفاجئ لنوبات من القلق والعنف، وخوف من الموت أو الجنون. وتتأثر درجة الانتباه، ويعجز الشخص عن متابعة النشاطات التي بدأها حيث ينتقل من نشاط إلى آخر. كما قد يعاني من اضطرابات في الوظيفة الجنسية .
القات
وهو يشبه في تأثيره الأمفيتامينات خصوصاً في تأثيره على الحالة النفسية وأهم العناصر الفعالة فيه الكاتين (Cathine) والكاثينون ( Cathenone).
المهدئات والمنومات ومضادات القلق Sedatives, Hypnotics & Tranquilizers
ومنها الباربيتورات والديازبين ـ ومع استمرار التعاطي يبدو الشخص وكأنه مخمور (غير متوازن)، مع اختلال عقلي، وشعور بالكآبة والخوف وفقد الذاكرة للأحداث القريبة، مع بطء في زمن الرجوع للمنبهات البصرية، ويختل التآزر الحركي، مع انخفاض كفاءة الأداء في عدد من الاختيارات العملية، وتكثر حوادث السيارات، مع عدم الاستقرار وعدم القدرة على التركيز. ومع الامتناع يصاب الشخص بأعراض تشبه أعراض الامتناع عن الكحول مع توتر وقلق، واضطراب في النوم، وفقدان الشهية، وفقدان الإدراك للزمان والمكان، وهلوسات، ونوبات من الصرع، وبعض الأعراض الذهانية، وخاصة المشاعر الاضطهادية والهذاء. كما يحدث اختلال في الشعور بالآنية (الهوبة) واختلال الشعور بالواقع.
وفي حالة البنزوديازيين، يعاني الشخص من ظاهرة "الارتداد" وهو عودة الأعراض السابقة لتناول العقار، بصورة أشد مما كانت عليه.
المهلوسات Hallucinogens
وهي متنوعة ، وتتباين فقط في مدة بدء التأثير ومدة استمراره وشدته، وأشدها عقار ال. اس. دي. LSD . وهي تؤدي إلى تغيرات إدراكية كالتغيرات البصرية والسمعية، وتغيرات في إدراك الزمن. وتغيرات نفسية كالتغير في الحالة المزاجية. وبعض مظاهر تشوه الشخصية، كالازدواجية وتتداخل الأحاسيس والمشاعر ، وينخفض مستوى الأداء في اختبارات تركيز الانتباه، وقد يحدث فزع وخوف شديدين، والخوف من الموت أو الجنون ، مع وساوس وأعراض شبه انفصامية، وقد  تؤدي إلى ظهور انفصام عند من لديه استعداد لذلك .
المذيبات الطيارة Volatile Solvents
وهي تشبه الكحول في تأثيرها: حيث تؤدي إلى قدر من الانفلات ثم إثارة قد تصل إلى الهياج، وإذا استمـر التعاطي قد تـؤدي إلى تخلج (Ataxia) ، وتوهان (Disorientation)، أو فقدان التوجه.
وتؤدي إلى خلل في الحكم (Impaird Judgment) ، وزغللة في النظر، ورنين في الأذن (Tinnitus) وضبابية الشعور، وربما التعرض لبعض الهلاوس، وربما الصرع. ومع الاستعمال المزمن يحدث ضعف في التآزر الحركي، وتغير في الشخصية. فيصبح الشخص ضد المجتمع (Antisocial) وقد يحطم نفسه (self - destructive) وتنخفض قدرة الشخص على التعلم، كما ينخفض مستوى الدقة في الأداء الحركي.
النيكوتين Nicotine
رغم تأثيره الإيجابي على السلوك الحركي، حيث يساعد على زيادة السرعة والدقة، وبعض العمليات المعرفية مثل زيادة سرعة المعالجة الذهنية للإشارات الواردة من المنبهات الحسية، إلا أن له أضراراً نفسية شديدة، بجانب الأضرار الجسدية التي تنتج عنه وعن المواد المصاحبة مثل أول أكسيد الكربون ـ والقطران…
وفي دراسة أجريت على المدخنين، وجد أن المدخنين أعلى من غير المدخنين على مقياس للعصابة، وآخر للذهانية، وثالث للميل إلى السلوك العدواني ورابع للقلق وكذلك الاختيارات الخاصة بتركيز الانتباه والذاكرة قريبة المدى.. حيث تفوق غير المدخنين على المدخنين تفوقاً جوهرياً. كما كشفت الدراسة عن اقتران جوهري بين انخفاض الأداء على عدد من اختيارات الوظائف النفسية ويؤدي التدخين إلى التغيرات الآتية:
أ . تدهور التيقظ العقلي والتآزر الحركي.
ب. تدهور القدرة على التذكر الفوري أو المباشر، وكذلك التذكر قصير المدى وطويل المدى.
ج. تدهور القدرة على التعليم.
د. الاعتماد على النيكوتين يجعل التدخين سلوكاً قهرياً، فمعظم المدخنين للسجائر لا يدخنونها لأنهم يرغبون في الاستمرار ، بل لأنهم لا يستطيعون التوقف عن التدخين، فقد أصبح نوعاً من السلوك القهري.
كما لوحظ أن نسبة شيوع الانحرافات السلوكية بين المدخنين،كالغش في الامتحانات، والسرقة، والاعتداء على الآخرين، والهروب من المدرسة.. تفوق بمراحل النسب المناظرة لها بين غير المدخنين.
كذلك كشفت الدراسات عن الارتباط الشديد بين تدخين السجائر وتعاطي المخدرات، حيث يقوم التدخين بدور تمهيدي في التهيئة والإعداد للإقدام على تعاطي المخدرات.

حرب الغاء المخدرات

تفشّت ظاهرة المخدرات أخيراً على نحو "مخيف"، وأصبحت كميات الهيرويين والكوكايين وحبوب الأكستاسي بمتناول الشباب في كل المناطق. فالمروّجون يحاولون دخول كل بيت. يجتاحون المدارس والجامعات والنوادي والملاهي، ما قد يستدعي وضع "خطة دفاعية" بوجه السمّ الذي يهدد اللبنانيين
يكاد يُجمع اللبنانيون، وهم نادراً ما يُجمعون على شيء، على أن بلدهم قد أصبح غارقاً في "مستنقع" المخدرات. مسؤولون سياسيون وأمنيون، مؤسسات وجمعيات، نُخب وفاعليات اجتماعية، جميعهم يعترفون بأن آفة المخدرات قد انتشرت أخيراً في لبنان "على نحو مخيف"، وأنها قد أصابت شبابه في الصميم وأنها ستزداد تفاقماً وستدخل كل منطقة، كل شارع، بل كل منزل. فالجميع معرّض ولا استثناء، ما لم توضع آلية لبرنامج وقاية وعلاج في أسرع وقت ممكن.
خلال العقود الماضية، بادرت أكثر من مؤسسة وجمعية لوضع خطط وقائية وعلاجية، لكن رياح النتائج لم تكن تأتي بما تشتهيه سفن المبادرين، نظراً لشراسة "العدو" وضعف إمكانات المواجهة اللازمة.
في 11/11/2009 دق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ناقوس الخطر، وأعلنها "حرباً ثقافية، إعلامية، اجتماعية، أمنية، قضائية، على تجارة المخدرات ، ومروّجي المخدرات، وبائعي المخدرات في لبنان، دون أن تأخذنا في هذا الأمر لومة لائم"، مؤكداً أن في هذه القضية "لا اعتبار طائفياً ولا مناطقياً ولا مذهبياً ولا عائلياً ولا عشائرياً، لأننا بهذا نحفظ لبنان ونحفظ عائلاتنا وبيئتنا ومستقبلنا". ومنذ ذلك اليوم، أخذت قضية مكافحة المخدرات منحى تفاعلياً استمر في التصاعد وصولاً إلى قام به رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون حيث جمع 30 جمعية ومؤسسة تُعنى بالعمل في مكافحة المخدرات، ودعاها إلى إنشاء "اتحاد لمكافحة فعّالة ومنظّمة".
كشف الجنرال عون في كلمته عن أمر في منتهى الخطورة، هو أن "بعض السياسيين يحمون تجارة المخدرات في لبنان ومتورطون فيها".
تحدّث الجنرال عن أمر استفزّه قبل أيام من لقائه مع الجمعيات ، فقال: "رأينا حادثاً فيه سلاح ومخدرات، وبصرف النظر عن المسؤولية السياسية، لم يتناول أحد الموضوع بجزئه الأخطر. هناك أشخاص كثر لديهم أسلحة في لبنان، لكن لا ينتحرون به ولا يقومون بقتل جيرانهم، لكن الخطر الثاني الذي لم يتناوله أحد هو قضية المخدرات التي ضُبطت هناك، وقد انفعلت لأن مجتمعنا يبدو غير واع للآفة التي يتعرض لها، وهي المخدرات التي تتسلل إلى كل البيوت في لبنان".
وفي أوائل شهر حزيران دق النائب وليد جنبلاط ناقوس الخطر بشدة معبراً (إن أزمة المخدرات ، تعبر كل الطوائف وتهدد كل أسرة في لبنان ، إلى أي تيار انتمت ) .
لا ممر ولا مقر للمخدرات
ماذا عن الزراعات البديلة، التي قيل الكثير عنها منذ انتهاء الحرب الأهلية، والتي لم تنجح في إقناع المزراعين بالتوقف عن العمل في زراعة المخدرات، لضآلة مردودها
نسب وأرقام "مخيفة"
رغم اعتراف المسؤولين بتفاقم ظاهرة المخدرات، لم تُجر حتى اليوم دراسة علمية شاملة عن وضع هذه الآفة في لبنان. هذا ما يؤكّده العديد من المتابعين لهذا الملف . مع الأخذ بعين الاعتبار إلى ضرورة إجراء المسؤولين الرسميين دراسة كهذه، قبل الشروع في أي برنامج للوقاية والعلاج، وإلا فلن يتم الوصول إلى النتيجة المرجوة.
وأما المؤسسات والجمعيات الأهلية ليس لديها القدرة على إجراء دراسة كهذه، نظراً لما تحتاج إليه من ميزانية ضخمة وعمل جبّار، فهي أولاً مسؤولية الدولة والأجهزة الرسمية . مع العلم أن المؤسسات تقوم بأعمال مهمة ، فالهيئة الصحية الإسلامية مثلاً تقوم بالعديد من الأنشطة الوقائية والإرشادية ، حيث قامت بعشرات المحاضرات والندوات ، كما وزعت عشرات الآلاف من المنشورات الوقائية من المخدرات والمنشطات .
وفي دراسات سابقة ، تناولت مناطق محددة من مدينة بيروت فقط ، أجرتها بعض المؤسسات ، كانت الملاحظة الأساسية هي تدني مستوى أعمار متعاطي المخدرات. فخلال 4 سنوات فقط، تدنى متوسط العمر من 28 عاماً إلى 17 عاماً، وهذه نسبة "مخيفة تستدعي التوقف عندها كثيراً". ومن الظواهر اللافتة أخيراً، أن نسبة المدمنين والمتعاطين من الإناث قد ارتفعت كثيراً .
أما في ما خص الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة، والتي باتت في الآونة الأخيرة تستعمل على نحو واسع، فهناك أعداد كبيرة من الأدوية من هذا النوع تدخل سنوياً إلى لبنان، يحتوي أكثرها على مادة الأفيون، وبهذه النسبة يكون لبنان من أكثر شعوب العالم استهلاكاً لهذا النوع من الأدوية، التي يوجد منها على شكل حبوب وسائلة وبودرة.
وفي سياق متصل، فإن علاج الإدمان ومتابعة المدمنين للوصول إلى الشفاء التام لا تتجاوز نسبة 12 منهم .
المخدرات وقوى الأمن
يضم السجن اللبناني اليوم أكثر من 1200 سجين في قضايا تتعلق بالمخدرات، وهذ الرقم يمثّل ثلث عدد السجناء تقريباً، بحسب رئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي. الذي دائما يدعو إلى عدم تسييس هذه القضية، بل ينبغي تكامل الأدوار للاستفادة من جميع الإمكانات، للحد من تفاقم الجريمة عموماً، وظاهرة المخدرات خاصة، "لكون الضالعين فيها غالباً ما يكونوا متورطين في جرائم مختلفة".
- المخدّرات والجامعات
في الجامعات الرسمية والخاصة، يتجادل الطلاب حول هوية نبتة الحشيشة، هل هي مخدّرات أم لا؟ يقول البعض إنها عشبة ومنعها يستوجب منع التدخين أيضاً.
الحشيشة بنظرهم، متهم بريء لم تثبت إدانته. في الضفة الأخرى، شباب مقتنعون بالرأي العلمي بشأن هذه النبتة المخدّرة.
أما حبوب الهلوسة، فلا جدال بخصوص انتشارها في قمصان بعض الشابات، وأيدي بعض الشباب في الملاهي الليلية. وفي بعض المناطق اللبنانية، تتجاوز مسألة المخدّرات البعد التجاري، لتتحول إلى جزء مكوّن من الثقافة الاجتماعية لمتعاطيها.
صعوبات كثيرة ستواجه العاملين في الحملات ضد المخدرات في الجامعات، في الأحياء الشعبية والراقية، في أماكن اللهو والتسلية المترفة والفقيرة، وحتى على الإنترنت.
وفي الإحصائيات الأخيرة ، حول تعاطي المخدرات في الجامعات الخاصة تبين أن :
44% من المواطنين يرون أنّ الحصول على المخدرات سهل.
28% يتعاطون الحبوب أو المخدرات أسبوعياً.
40% جربّوا المواد المخدّرة،
فيما يشير 51% إلى أنهم يعرفون مروج مخدرات.
أما النسبة الأقل (14%)، فهي للمسرفين في تناول المهدئات.
أرقام مقلقة يجب التنبه إليها ، ولا ننس ابدأ أن الوقاية خير من قنطار علاج .
إدمان المخدرات آفة تنتشر في كافة المجتمعات، غير أن طريقة معالجتها تختلف من بلد إلى آخر. وفي هذه العجالة سنقوم بإجراء مقارنة بين قوانين مكافحة المخدرات في مناطق مختلفة من العالم.
البلاد العربية
في البلاد العربية تُحظر كافة أنواع المخدرات ويمثل مدمنيها أمام القضاء ويحاكمون كمجرمين. وتعد مصر البلد الأكثر استهلاكا للمواد المخدرة، حيث تشير التقديرات إلى وجود مدمن واحد من بين كل خمسة أشخاص. وقد عملت دول عديدة في السنوات الأخيرة على إصلاح قانون مكافحة المخدرات للحد من هذه الظاهرة. ونذكر على سبيل المثال إقرار لبنان قانون جديد سنة 1998 يعتبر مدمن المخدرات ضحية ولا يجوز محاكمته كمجرم،  إذا وافق على تناول العلاج.وتم تعديل القانون بسبب الكم الهائل لضحايا المخدرات من الشباب اللبناني. ويذكر أن زراعة الحشيش والأفيون زادت في لبنان بعد الحرب الأهلية.
كذلك في الأردن يسعى المسؤولون إلى محاربة إدمان المخدرات عن طريق استراتيجية مزدوجة، تتمثل في معاقبة تجار المخدرات بقسوة، تصل في بعض الأحيان إلى حد عقوبة الإعدام، في الوقت نفسه يتم تقديم فرص كافية لعلاج المدمنين.
وتسير على نفس النهج مصر والجزائر والمغرب لاسيما بعد الارتفاع الملحوظ لعدد حالات الإدمان. من ناحية أخرى، تستعمل مادتي القنب والهيروين في معظم  البلاد العربية في الأدوية المركبة. وحتى اليوم يصعب إطلاق سجال مفتوح حول الإدمان، فأسطورة وجود مجتمع بلا مخدرات لا تزال تسكن الأذهان في العالم العربي.
ألمانيا
أما في ألمانيا الاتحادية فيشكل "قانون المواد المخدرة" القاعدة القانونية التي تنظم التعامل مع المخدرات كالحشيش والهيروين والأفيون والكوكايين وحبوب الهلوسة، ووفقا لهذا القانون فإن التعاطي المجرد للمخدرات لا يقع تحت طائلة القانون، وإنما يُحظر القيام بزراعة هذه المواد أو المتاجرة بها أو تسويقها أو ترويجها أو التعامل بها بأي شكل. كذلك يتم معاقبة حيازة المخدرات،ففي هذه الحالة تحدد كمية المخدرات درجة العقوبة وأقصاها خمسة سنوات. ويحق للادعاء العام تقرير ما إذا كانت الكمية المضبوطة للاستخدام الشخصي أم للاتجار بها. جدير بالذكر أن قوانين مكافحة المخدرات تختلف من ولاية إلى ولاية، لكن الثابت فيها أن العقوبة تعتمد على حجم الكمية المضبوطة.
هولندا
من بين جميع دول الإتحاد الأوروبي تنفرد هولندا بنهج سياسة ليبرالية حيال المخدرات الخفيفة مثل الحشيش والماريجوانا، حيث يتم غض النظر عن بيع كميات صغيرة من المخدرات الخفيفة وفقا لشروط منها عدم بيعها لغير البالغين، وعدم وجود شكاوى من قبل الجيران في أماكن تداولها، مع استمرار حظر البيع بكميات كبيرة. تنبع هذه السياسة البراجماتية من فشل سياسة الحظر التي تتبناها معظم الدول في القضاء على مشكلة الإدمان، لذلك عمدت هولندا إلى تقليل الأضرار الممكنة دون التركيز على القضاء نهائيا على الإدمان.
وقد بدأت هولندا سياستها الليبرالية عام 1976 وسط اندهاش وتشاؤم من قبل المراقبين الخارجيين. واليوم تعتبر نفسها أنها حلت جزءاً من المشكلة .
أمريكا اللاتينية
تنتج أمريكا الجنوبية 90 بالمائة من نسبة مخدر الكوكايين المتداولة في العالم، لكنها لا تسجل نسبة تعاطي مكافئة. حيث لا يتعاطى المخدر في القارة سوى 2 بالمائة من السكان. في المكسيك على سبيل المثال لا تتعدى نسبة التعاطي 0،3 بالمائة رغم أن البلاد محاطة بمنابع إنتاج الكوكايين. غير أن دراسة نشرت حديثا من قبل اللجنة الاقتصادية لامريكا اللاتينية ودول الكاريبي (ECLAC) تشير إلى نزوع نحو زيادة استهلاك المخدرات في المنطقة، ويعد مخدر المريجوانا أكثر المواد المخدرة استهلاكا في دول أمريكا اللاتينية. في الوقت نفسه تستمر عملية إنتاج المخدرات وبالأخص الكوكايين مع ازدياد الطلب في السوق. وتشير المنظمة الى ان 35 بالمائة من الكوكايين المنتج في اميركا اللاتينية يباع إلى الولايات المتحدة بينما 65 بالمائة منه إلى القارة الأوروبية.
الولايات المتحدة الامريكية : تختلف طريقة التعامل مع حيازة المواد المخدرة من ولاية إلى أخرى. فبعض الولايات تعتبر حيازة القنب مخالفة بسيطة ويعاقب عليها كمعاقبة قيادة السيارة بسرعة. ومؤخرا سُمح في بعض الولايات والمدن الأمريكية باستخدام مادة القنب لمعالجة بعض الأمراض، وهو الطريق الذي بدأت الولايات الأخرى تسلكه تباعا. أما مخدر الهيروين فيحظر استخدامه في كافة أشكاله. جدير بالذكر أن المناقشات حول جدوى عدم تجريم تعاطي المخدرات تحدث خارج إطار المؤسسة السياسية ولا تحظى باهتمام الحزب الديموقراطي أو الجمهوري.

معرض وقاية

في اطار الحملة التي تقوم بها الهيئة الصحية الاسلامية تحت عنوان مكافحة المخدرات
اقامت الهيئة الصحية معرض وقاية  في حرم الجامعة اللبنانية في المجمع الجامعي -الخدث
وقد تضمن المعرض مجسمات وشروحات وعروض ومحاضرات توعوية عن افة المخدرات وكيفية مكافحتها  في مجتمعنا وبين االطلاب


لمشاهة صور المعرض انقر على الرابط التالي

- دور الطبيب والصيدلي في حماية المجتمع من آفة الإدمان

- دور الطبيب والصيدلي في حماية المجتمع من آفة الإدمان .

لا يعني الإدمان بالضرورة ، تعاطي المواد غير الشرعية ، بل يشمل أيضاً تعاطي مواد أخرى لها خاصية الإدمان ، كالمواد الموصوفة طبياً ، فضلاً عن المخدرات الطبية التي يساء استعمالها ، أضف إلى ذلك الأدوية التي يستعملها المدمن للتعويض عن المواد المخدرة أو لتخفيف العوارض الانسحابية الناجمة عن عدم حصوله على جرعة المخدر المطلوبة خلال فترة زمنية محددة .

إن انتشار الدمان بين جيل الشباب على وجه الخصوص ، قد تحول مع الأسف إلى آفة اجتماعية خطيرة أصبحت تنتشر بسرعة كبيرة بين أفراد المجتمع ، ولعل هذه الآفة تختلف عن باقي الأمراض (المعدية) بأن ظروف تكاثرها وانتشارها لا ترتبط ببيئة أو بمستوى اجتماعي محدد ، فهي تنتشر في المجتمعات الغنية والفقيرة على حد سواء ، مع الاختلاف في نوع المخدر ودرجة نقاوته وطريقة تعاطيه ، إلا أن النتيجة واحدة ، وهي التفكك والانحلال على مختلف المستويات الاجتماعية ، والجنوح نحو العنف والجريمة .
لا شك أن الابتعاد عن الدين لدى بعض جيل الشباب هو السبب الأساس لجنوح هؤلاء نحو الإدمان ، إلا أن هناك قلة قليلة سلكت هذا الطريق دون إرادة منها ، وذلك إما حباً بالتجربة مع الجهل بالعواقب ، أو أنها كانت ضحية لرفاق السوء الذين أرادوا أن يجروها من غير علم منها نحو طريق الانحراف والضياع .
إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه أهلنا ومجتمعنا ، تفرض علينا أن نتعاون ونتشارك جميعاً ، كل من موقعه ، في تحمل هذه المسؤولية لمحاصرة هذه الآفة والحد من انتشارها وتغلغلها في المجتمع ، ومن هنا كان لا بد من الإضاءة على المهمة الكبيرة الملقاة على عاتق الاطباء والصيادلة في هذا المجال .
إن أسهل وأكثر أنواع الإدمان انتشاراً هو الذي تكلمنا عنه سابقاً ، والمنتشر في صفوف بعض طلاب المدارس والجامعات ، وهذا النوع غالباً ما يكون على الحبوب والمواد الطبية المهلوسة ، والتي تملك خاصيات طبية دوائية لعلاج بعض الأمراض ، وليس على المخدر المباشر ( كالحشيش أو البودرة الاستنشاقية أو أبر المورفين )، كما إن سهولة الحصول على هذه المواد – الطبية – من قبل المدمن وسعرها المنخفض نسبياً ، جعل تجربة هذه المواد أمراً سهلاً ومتاحاً للجميع ، فأصبح البعض يدّعي أنه يعاني من ألم حاد في أحد أعضاء جسمه ليحصل على علبة دواء مسكّن يحتوي على مادة Dextropropxyphene  وهو أحد مشتقات المورفين ، وهو دواء لا يحتاج إلى وصفة طبية وسعره أقل من ثلاثة آلاف ليرة فقط للعبوة الواحدة ، أو يطلبون دواءً للسعال الناشف يحتوي على Codeine وهي أيضا من مشتقات المورفين ، وتستعمل هنا بكميات خفيفة لتهدئة السعال .. والنتيجة : الحصول على مشتقين للمورفين ، أخذ المدمن يتفنن في عمليات المزج والاستخلاص لينتهي الأمر بتناول المزيج دفعة واحدة في إحدى السهرات المنحرفة والحصول – واهماً- على النشوة المرغوبة .
إن الأدوية التي تكلمنا عنها هي نماذج بسيطة لسلسلة تطول ، وهي جميعها غير مصنفة وفق القانون على أنها من الأدوية المخدرة أو النفسية ، وبالتالي فإن الصيدلي غير ملزم بالاحتفاظ بوصفة الطبيب مقابل صرف هذه الأنواع على غرار الأدوية الأخرى مثال ( Rivotril – Xanax – stilnox –Valium – Lexotanil ) والمصنفة كأدوية نفسية أو عصبية أو منوّمة .
لعل من أبلغ الصفات التي أطلقت على الصيدلي هي صفة الحارس الصحي ، ذلك أننا إذا نظرنا إلى الصيدلية بما تحويه من أدوية خطيرة أو مخدرة أو مهدئة أو منومة .. فإننا نجد أن الصيدلي هو الحائل الوحيد بين هذه الأدوية وبين وصولها إلى من يرغب في استعمالها لغايات شريرة أو غير أخلاقية ، ومن هنا فإن الدور الذي يلعبه الصيدلي الحريص على الأمن الاجتماعي ، هو من أهم وأخطر الأدوار ، وهو لا يقل أهمية عن دور رجل الأمن في حماية المواطن ، ذلك أن المطلوب منه هو الابتعاد عن كافة المغريات المادية التي قد تعرض عليه ، وأن يكون جاهزاً لمواجهة أي تهديد قد يتعرض له ، والبقاء يقظاً ساهراً للتمييز بين المريض والمدمن ، والانتباه إلى أبسط الأشياء ابتداءً من الحقنة مروراً بأدوية السعال وانتهاءً بالأدوية المخدرة المسجلة على وصفة مزورة .
وأما دور الطبيب ، فهو لا يقل أهمية عن دور الصيدلي في هذا المجال ، فالأدوية الخطيرة مرورها الزامي من عيادة الطبيب ، ولا يمكن للصيدلي صرفها بدون وصفة طبية تظهر فيها مدة العلاج والجرعات اليومية المطلوبة ، ومن هنا كان لا بد للطبيب من الانتباه إلى دفتر الوصفات وإبقائه في مكان بعيد عن متناول من قد يسيء استخدامه ، والاستماع الدقيق لقصة أي مريض يدّعي قلة النوم أو الألم المبرح ، وتشخيص الحالة بهدوء وروية ، والتعاطي مع الأمر بالروحية الرسالية والأخلاقية التي أقسم عليها حين نال شهادة الطب .
نعتقد أن الوازع الديني والأخلاقي والإنساني الذي يحمله معظم الأطباء والصيادلة ، هو من أهم نقاط القوة التي يمكن أن تحمي المجتمع بشكل عام ، وجيل الشباب على وجه الخصوص ، ولا يستطيع القانون لوحده أن يضبط السلسلة بين الطبيب والمريض والصيدلي ، ليبقى لحل الأمثل هو تحصين الطبيب والصيدلي أمام أية مغريات ، أو تهديد قد يتعرضون له ، فنحن لم يراودنا في يوم من الأيام أدنى شك بأن مجتمعنا غني وزاخر بأولئك المخلصين ، الذين يمارسون مهنتهم الإنسانية ويقومون بواجبهم الأخلاقي والرسالي على أكمل وجه ، ولا ينتظرون مقابلاً إلا تحقيق الغايات السامية وابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى .

سدات:
- إن الابتعاد عن الدين لدى بعض جيل الشباب هو السبب الأساس لجنوح هؤلاء نحو الإدمان .
- إن الدور الذي يلعبه الصيدلي الحريص على الأمن الاجتماعي ، هو من أهم وأخطر الأدوار ، وهو لا يقل أهمية عن دور رجل الأمن في حماية المواطن .
- لا بد للطبيب من الانتباه إلى دفتر الوصفات وإبقائه في مكان بعيد عن متناول من قد يسيء استخدامه.
- إن الوازع الديني والأخلاقي والإنساني الذي يحمله معظم الأطباء والصيادلة ، هو من أهم نقاط القوة التي يمكن أن تحمي المجتمع بشكل عام .

المخدرات دمرت حياتي


مدمن  داخل إلى السجن ، قدم قصته بمقدمة رائعة نبعت من أحاسيسه ومعاناته التي يشعر بها، وهو يقضي مدة حكمه في السجن  ، وإليك أخي القارئ بعضاً مما جاء في هذه  المقدمة:

« تختلف أوضاع الزمان .. وتزهر أحلام الأيام وتذبل أوراق، الليالي ويمضي العمر ، وكلنا ساعون نحو أجل مسمى .. فما الحياة سوى غربة يكابد فيها الإنسان ويسعى .. ويسعد فيها، وربما يشقى.  يعيش أيام العمر يكافح .. قد يكون غنياً أو فقيراً يعيش كما كتب في جبينه .. ثم لا يلبث أن يفارق الحياة الدنيا وقد عاصر فيها أنواعاً من التغيرات والأوضاع .. قد يذرف – ذلك الإنسان- الدموع لفراق عزيز أو لسفر أو لأي ظرف آخر .. وقد يبكي على حبيب عانق الثرى وتوارى فيه .. كل هذه الأنواع من البكاء تمر على كل إنسان في هذه الحياة .. ولكن هناك نوع آخر لا يمر إلا على أفراد من الناس.. ويختلف اختلافاً كبيراً عن جميع أنواع الحزن والبكاء..إنه البكاء على الذات.. عندما يبكي الإنسان على ذاته.. على نفسه.. لا يجد من يرى الدمعة.. ولا يقوى على البوح بما يختلج في صدره.. كما أنه لا يجرأ على الشكوى.. هذا هو البكاء المؤلم..الذي تفيض منه العين دموعاً حارة يضخّها ذلك القلب الأسير. فهل لمن قرأ قصتي هذه أن يعتبر فإن السعيد من وُعِظ بغيره.إن مستواي قد لا يؤهلني لصياغة قصة أدبية تليق بالمتلقي.. وإنما معاناتي قد تسد هذا الغرض وتفي بالغاية والغاية هي العبرة.»
وإليك أخي القارئ قصتي ؛ من بداية المأساة إلى حالتي وأنا أكتب هذه السطور.
خلال دراستي الثانوية وفي الصف الأول.. في تلك المرحلة التي يقول عنها أغلب علماء النفس أنها أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان.. كنت أعاني من قسوة والديّ وكانت قسوة شديدة.. مع أن تلك القسوة كانت لغاية معروفة وهي مصلحتي.. لكنها كانت قسوة لدرجة تفوق المعقول.. وأخيراً انفلت زمام الأمر من يد والديّ.. بل وانفلت زمام نفسي من يدي.. وأصبحت في أيدي رفقاء السوء من ضحايا ذلك الوباء.. الذين سبقوني معرفة به..
كنت أجتمع بهم في بداية الأمر بحجة المذاكرة.. إلى أن اقترح عليّ أحدهم تناول حبة من الحبوب المنشطة وكان له تأثير مؤقت سرعان ما انتهى .. وذلك التأثير يحدث إرباكاً للمخ يخرج من خلاله الإنسان إلى عالم آخر حلو كان أو مر ً.. ويقلب موازين الفكر إلى أن يتمادى الشخص، وتزيد رغبته في مادة معادلة لتلك المادة من المهدئات مثل كبسولات (السيكونال (الأحمر)) لكي ينسى تلك الهموم التي يثيرها تناول المنشط عندما يعجز المتناول عن المواجهة الطبيعية التي وهبه الله إياها.
وما أن يتناول المتعاطي تلك المادة المخدرة ، حتى يصاب بقساوة في قلبه تثنيه عن جميع اهتماماته الدينية والدنيوية من جرّاء تأثيرها عليه.. وما يلبث تأثير المخدر أن يزول حتى تشتد حاجته بعد المواجهة الطبيعية للأمور والمشاكل.. والتي ربما لو أنه واجهها بشيء من الصبر ومشورة أهل الخير ولزوم الأخيار من الناس لأراح نفسه نهائياً.
وبالفعل قمت بتناول مادة (السيكونال) حسب إرشادات رفقاء السوء ،كنت أتناولها ولم أعلم أنني أسقط نحو الحضيض بالتدريج.. إلا أنني كنت أشعر بخوف من المجهول. ولكن متى ما ضعفت الإرادة فإن ذلك يعتبر من أخطر الأمور على الشخص حقاً واسألوا مجرّباً. وتزداد الأمور تعقيداً لأقع في بلاء أعظم.. فأتناول المادة المستخلصة من نبتة الخشخاش (الحشيش) فبواسطتها هربت من الواقع إلى الخيال.. لأنسى نفسي وأتناسى في غمرة النسيان مستقبلي وحياتي.. وغدي أنساه مع أمسي،  حقيقة مرة.. واقع مشبع بالألم.. لأني بتّ ثقيل الظل.. عالة على صديق السوء.. وفي عرف صديق السوء وأصوله يجب عليّ أن أعمل أي شيء وأكسب بأية طريقة ، وإلا بقيت أصارع مأساتي بنفسي الموبوءة بداء المخدرات وضعف الإرادة.
والغريب أن إرادتي المشلولة سارت نحو الهلاك بطريقة لو سارت بها نحو العود للطريق المستقيم لما حدث ما حدث.
لقد قبلت فكرة الترويج بلا تردد وبطريقة سريعة.. وقد ساعدني الإغراء المادي في تقبل هذه الفكرة ولقد كبرت خطوتي للسقوط في مغبة الهاوية بسبب السرعة التي وجدتها في الكسب المادي.. وصرت أجاري صديق السوء في تحضير مادة الحشيش حتى أطلق عليّ أصدقائي اللقب العامي (أبوها).
إلى أن أراد الله جلت قدرته ، ووقعنا في يد رجال مكافحة المخدرات.. لأدخل السجن ولأول مرة في حياتي.. وياليت ألم وحرقة دخول السجن كانت كافية في عقابي ، ولم أر ما حصل مع أهلي وأقاربي.. لقد اتسعت مغبة السقوط لأسقط من أعين جميع الناس.. لأسقط من أعين أهلي وأقاربي للأبد، لأن مجتمعنا شديد النظرة وقلّما يغفر الخطأ أو يقبل أي عذر أو مبرر ، وإنما يقابل المخطئ بالاستهجان والإنكار.
كل ذلك أخي القارئ ، بسبب تأثير المخدرات وضعف الإرادة وغفلة الضمير. لقد أمضيت مدة السجن (سنتين) وخرجت بعدها مرة أخرى لأتجرع نظرات المجتمع ، ونبذ الأهل والأقارب، ولم أعد أزن لديهم أي شيء.كل ذلك جعل مني أعزم على السفر إلى الخارج لأبدأ عملاً  جديدا استقيته من خلال وجودي في السجن.
فهناك كما يقال (تحط اللي في راسك في رجليك) حيث لا رقابة و نظرة مجتمع.. هذه هي حدود وغاية إرادتي الموبوءة.
لقد تعرفت على ما هو أشد فتكاً وخطراً (الهيروين) إنه أداة لتدمير الشباب وقتله غالباً في البلاد الغربية بالإضافة إلى أمراض الجنس والخوف والقلق ، إذا لا بد من المزيد من المادة بأية طريقة، حتى لو كان بالسرقة والاختلاس.. بأي طريقة. إن الغاية تبرر الوسيلة.. والمصاب بالداء أرعن في البحث والحصول على الدواء.
قد لا يصدق أحد عندما أورد هذه المعلومة وهي أن الضحية الأولى لي هي والدتي فقد احتلت عليها وأخذت كل ما كان بحوزتها.. إنه لم يكف ما قدمته برضاها ، وبواسطة حيلتي فقد دفعتني الرعونة إلى سرقة قطع من ثمائن حليها ، وبعتها وسافرت بها بعد أن تسببت في انفصالها عن والدي، بسبب إلحاحها عليه أن يبعث إليّ المزيد من المال ، لكي أحصل به على مادة الهيروين التي باتت هي روحي وغايتي ومناط أفكاري ،فبدونها لست إلا كأتفه حيوان ، وقد يكون للحيوان قيمة وغاية، أما أنا فلم يعد لدي غاية إلا الحصول على هذه المادة.
بعد ذلك عدت من تلك البلاد ،بعد أن حملت معضلة كبيرة.. ليس من جراء ما فعلت بنفسي.. بل مما لحق بأهلي عند رؤيتي ، مما حدا بأحد أقاربي (ابن خالي) محاولاً إقناعي بدخول إحدى المستشفيات للعلاج ، ولكن دون جدوى.
وإليك أخي القارئ هذه المعلومة ، التي ربما تكون غريبة عليك ، ولكنها أمر طبيعي عند مستعمل هذه السموم ؛كنت أنا وزوج أختي في سيارته ،وبينما نحن نسير وهو يتحدث ، إذا بي أرى الوسيلة – المال - معه في درج سيارته.. إنه يتحدث وينصح وأنا أخطط لسرقة ما بالدرج..
وياليتني متّ قبل هذا الفعل.. كنت أتمنى أن الأرض ابتلعتني  ، ولم أفعل ما فعلت ، لقد طلق زوجته – أختي- المسكينة.. لقد دمرت منزلها من حيث لا تدري ولا تعلم.. لأن ما فعلتُ معه قد أفقده صوابه.
سافرتُ بعدها لأعود محمولاً على أكتاف زملاء العلة ؛ موبوء.. مكروه.. منبوذ.. عاطل.. تعجز الطرقات والأرصفة وحتى أماكن تجمع النفايات أن تتحمل سيري أو إيمائي. أرضع الرداءة وألوك مسامير الوقاحة المتبقية في حذاء مهترئة.. إنها الكرامة.. بقايا الكرامة التي بقيت لي.
أهذي فلا أميز هل هو مواء أم نباح ولكنه أقرب إلى النهيق.. وقد يكون النهيق مألوفاً ، ولكن بكائي نشاز.. لأن مصدره نشاز ، بجسد نشاز قلباً وقالباً.
وأخيراً اهتدي إلى باب مكافحة المخدرات لأبوح لهم بمعلومات هم في غنى عنها، لأن محياي يدل عليّ ويترجم كل ما أخفي. لقد قبض عليّ وأدخلت مستشفى. والحمد لله فقد لقيت كل اهتمام.. عولجت وعوقبت على أخطاء ارتكبتها.وعانقت الأمل من جديد.. ولكني إلى الآن أبحث عن المهم وهو عودة الأمور إلى مجاريها بيني وبين أهلي.. فبعد أن أمضيت ثلاث سنوات في السجن تغيرت نظرتي للحياة فهل يقبلني أهلي ومجتمعي.. وأخيراً هل من معتبر.. هذا ما أتمناه وأرجوه .

كيف نحميهم من المخدرات؟

هل لكم أن تتصوروا صبياً في الرابعة عشر من عمره، يقوم بترويج المخدرات بين رفاقه؟
طفل يتعاطى مخدرات وهو في عمر الثانية عشر؟
أو أن يُستَغَل جنسياً لحصول مدمن في عائلته على حفنة من المخدرات؟
أسئلة كثيرة قد تراود تفكيرنا، لا نجد لها ما يبررها لفظاعة حصولها ، وقد سلطت هذه المقالة الضوء على الأسباب التي قد توصل الطفل للوقوع في هذه المأزق .
إن توفير الرعاية الكريمة للأطفال هدف عالمي ،كحال أهميته المحلية التي تستشعرها غالبية الدول والمجتمعات. وهو ما تؤكد عليه الاتفاقيات الدولية المختلفة، المهتمة بهذا الشأن. إذ إن المخدرات مسألة ارتبطت بتفكك الأسر، وبالعنف الموجه ضد الأطفال ، وبقضية استغلالهم وانحرافهم . كما ارتبطت بتسرب الأطفال من المدرسة، وبانخفاض مستوياتهم التعليمية .
فنحن جزء من هذا العالم المضطرب، ولكننا لا زلنا في مرحلة أقل خطورة من تلك التي وصلت لها مستويات ظاهرة تعاطي الكحول والمخدرات في بعض المجتمعات. وهذا ما يجعل وضع الطفل لدينا بشكل عام أفضل من واقع المجتمعات الأكثر تفككا أسريا.
تشير مسوح الدراسات العالمية ، المهتمة بقياس قابلية تعاطي المخدرات على المستوى العالمي ، إلى أن الأطفال (17 سنة فأقل) يتعرضون أحيانا إلى أنماط من العنف ، أو الإهمال والإساءة الجسدية، مما يؤدي إلى إعاقة نموهم وحرمانهم من العيش في بيئة مستقرة وأمانة. فالأطفال المحتاجون إلى حماية، هم الأطفال المحرومون من الرعاية الأسرية ، والمخالفون للقانون ، والمدمنون على المخدرات والمؤثرات العقلية، والأطفال العاملون ، والأطفال المساء إليهم في النزاعات المسلحة...
إن تورط الأطفال عالميا ومحليا في تعاطي المخدرات هو قليل نسبيا، إذ لا تشير الإحصائيات إلى طفل قبض عليه بسبب تعاطي المخدرات أو التورط في بيعها أو ترويجها أو حيازتها وهو أقل من 15 سنة. ولكن هناك نسبة لا تتجاوز 4% من المضبوطين بسبب تعاطي المخدرات تتراوح أعمارهم بين 15و 17 سنة. غالبيتهم يحالون إلى دور إصلاح الأطفال. كما لا تسجل بحقهم سوابق جنائية لكي لا تعيق عملية حصولهم على فرص تعليم وعمل .
ظاهرة المخدرات وعوامل الخطورة التي تحيط بالطفل
تشير المراجعات العملية المعاصرة ، إلى مجموعة كبيرة من عوامل الخطر المبكرة التي تحيط بالطفل في مراحل نموه الأولية، والتي تدفع بأفراد المجتمع لاحقا إلى تعاطي المخدرات والمستنشقات والمخدرات الطبية والمسكرات.
إن الأطفال الذين يعيشون حالة من عدم الضبط والتربية المتوازنة، أو يعيشون حالة من ممارسة التسكع، والتورط في قضايا وجنح أمنية وأخلاقية، ويتعرضون إلى الإهمال في الدراسة أو الانسحاب المبكر منها، والإجرام والعنف في سن مبكرة، والانتماء لأسر يوجد بها أباء يتعاطون المخدرات أو إخوة ، أو يوجد بها أشخاص يعانون من علة الاكتئاب. هم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات ولاستغلالهم في تجارة المخدرات.
بات يلحظ عالميا أن هناك تزايد منذ 30 سنة خلت لتعاطي المخدرات بوجه عام بين صغار السن حول العالم. إذ يبدؤون في سن مبكرة، تتراوح ما بين سن 13 و17 سنة، بتعاطي أنواع مختلفة من المخدرات، تتضمن الحشيش والإمفيتامين والكوكايين والهيروين وغيرها. الأمر الذي يترتب عليه آثار صحية مبكرة تهدد صحة الأطفال ، وتعيق نموهم الاجتماعي وفاعليتهم في المجتمع. وتتجلى هذه المخاطر الصحية في ظهور الاعتماد الجسدي على المخدر ، والإصابة بمرض أدمنة المخدرات، وطلب الجسد لمزيد من الجرعات، ويصل الأمر إلى حد الموت ، هذا فضلا عن الآثار السلوكية والمدرسية والأسرية والمهنية والاجتماعية والاقتصادية والجنائية.
أ - كيف يحدث قرار تعاطي المؤثرات العقلية لدى الأطفال وصغار الشباب؟
أثبتت الدراسات العلمية المختلفة ، أن من أخطر السلوكيات وأخطر القرارات في حياة الشخص، أن يقدم على تعاطي المخدرات والمواد الأخرى ذات صفة التأثير العقلي وقابلية الإدمان على تعاطيها. وتزيد المسألة تعقيداً فيما لو اتخذ قرار التعاطي في سن مبكرة لا زال العقل ينمو فيها. إذ إن تعاطي المخدرات والمسكرات، بصفتها مواد كيميائية شديدة السمية على الجهاز العصبي وخاصة المخ، تعمل بشكل خطير على تغيير تركيبة الخلايا الدماغية، وتحدث أثاراً فادحة في وظائف المخ. وحينما يتعرض الشخص لتعاطي المخدرات في مرحلة لا يزال المخ فيها ينمو، فإن المخاطر تكون أعلى والتغيرات تكون أكبر وأخطر.
وهو ما يهدد الصغار مباشرة بإصابتهم بأمراض عقلية مختلفة وخطيرة تنعكس على السلوك والتصرف والأهلية .
أثبتت الأبحاث الطبية، أن من أهم مناطق المخ التي لا تزال تنضج خلال ‏مرحلة ‏المراهقة، هي المنطقة الأمامية من الدماغ. و‏هو الجزء ‏الذي يمكّننا من تقييم الأوضاع ، واتخاذ ‏القرارات السليمة ‏،كما يساعدنا في الحفاظ على ‏مشاعرنا والسيطرة على ‏رغباتنا. وهذه المنطقة تبدأ في النمو منذ قرابة العاشرة من العمر. فهذا ‏الجزء الهام من المخ لا يزال ‏يتطور لدى المراهقين، مما ‏يضعهم في خطر متزايد لاتخاذ ‏قرارات ضعيفة (مثل ‏محاولة استخدام المخدرات أو ‏الاستمرار في تعاطيها). ‏وبهذا فإن التعرف على المخدرات ‏وتعاطيها في ‏مرحلة نمو الدماغ قد يترتب عليه عواقب ‏وخيمة ‏وطويلة أمد.
ان خطر تعاطي المخدرات وبقية المؤثرات العقلية على الأطفال وصغار الشباب، يزيد بشكل أكبر خلال ‏فترات التحول ‏والانتقال، مثل: تغيير المدارس ‏والانتقال أو الطلاق. ، ‏‏فعندما ينتقل الأطفال من المرحلة الابتدائية إلى ‏المرحلة ‏المتوسطة، يواجهون مواقف دراسية ‏واجتماعية جديدة ، تشكل ‏لهم حالة من التحدي. في ‏هذه الفترة قد يتعرض الأطفال ولأول ‏مرة، إلى ‏تعاطي مواد تؤدي للإدمان مثل السجائر وغيرها. ‏‏
وعندما يدخلون المرحلة الثانوية، يسمعون وربما ‏يجدون توفر ‏المخدرات والمسكرات وتعاطيها من قبل ‏المراهقين الأكبر سنا، ووجود ‏مناشط اجتماعية قد ‏تستخدم فيها المخدرات ويشاهد فيها تعاطي المسكرات، مثل السفر الخارجي ومشاهدة الأفلام بشكل منتظم، أو سماعهم ورؤيتهم لهذا في محيطهم الجواري، تعمل بشكل خطير على تشكيل قابلية التعاطي لدى الصغار وهو ما يجعلهم مستعدين للتعاطي ولديهم قابلية لاتخاذ قرار التعاطي في مرحلة المراهقة.
في الوقت نفسه، هناك العديد من التصرفات التي ‏هي جزء ‏طبيعي من نمو الأطفال وتحولهم نحو المراهقة، مثل الرغبة في القيام ‏بشيء جديد ، وقد ‏يحمل في جانبه بعض الخطورة، وهذه مسألة ‏قد ‏تزيد من نزعة المراهق لتجريب المخدرات. بعض ‏المراهقين قد ‏يستسلم للتعاطي بناءً على إلحاح ‏أصدقاء يتعاطون المخدرات ‏يدعونه لمشاركتهم ‏خبرة المخدر. وآخرون قد يعتقدون أن تعاطي ‏‏مخدرات (مثل الممنوعات المقوية) تحسن بنيتهم ‏أو أدائهم ‏الرياضي. أو قد يتعاطون مواداً مثل ‏الكحول أو بعض المنشطات، ظناً منهم ‏أنها تريحهم من حدة الحرج في المواقف ‏‏الاجتماعية.
التعاطي ومرض إدمان المخدرات:‏
أظهر علم الإدمان الحديث اكتشافات علمية مثبتة عبر الأبحاث المخبرية الطبية. بها تم التوصل إلى أن الإدمان مرض عضال يصيب المخ وبسرعة مذهلة، ‏‏ويتصف بالتردد المزمن، والذي ينتج عن الاستخدام المبكر للمخدرات والمؤثرات العقلية في الغالب. يشخص بإلزامية السعي القهري ‏‏للحصول على المخدر واستعماله ، على الرغم من ‏‏معرفة آثاره الضارة. وإدمان المخدرات هو مرض عقلي، لأن ‏المخدرات تغير تركيبة المخ ‏والطريقة التي يعمل ‏بها. هذه التغييرات ‏تستطيع أن تمتد لأمد ‏طويل حتى بعد ترك المخدر، وتستطيع أن تقود ‏إلى سلوكيات ضارة وخطيرة جدا يمكن ‏رؤيتها على من ‏يتعاطون المخدرات.‏
إن القرار الأول لتناول تعاطي المخدرات في الغالب ، يتم ‏بشكل ‏طوعي ولكنه غير واع. ويحدث التعاطي لدى بعض الأطفال، بسبب إجبار من قبل فتية كبار ، أو مسايرة وخداع ولأغراض جنسية قد يتم إجبار الأطفال على تعاطي المخدرات. ومع الوقت، يصبح تعاطي المخدرات ‏خارج عن ‏قدرة الشخص، إذ تتولى المخدرات السيطرة على قرارات الفرد ‏بشكل خطير، وتتحكم بشكل مذهل في توجهات الأطفال وصغار الشباب.
التعاطي والآثار المترتبة على الطفل والأسرة:
إن آثار المخدرات لا تقتصر على الجانب الصحي والسلوكي للفرد المتعاطي، فهي تطال بالمرض والفقر والتفكك والجريمة الفرد وأسرته. كما تتشكل شخصيات الأطفال بشكل مضطرب، فالسمات الانفعالية والمزاجية للمتعاطي تبدأ بالتغير. فالآباء المتعاطون للمخدرات يتسببون في حدوث المشكلات لأطفالهم ولأسرهم ، ويتسببون في انحرافهم، مما يشكل نظرة سلبية لديهم عن ذواتهم وعن آبائهم.
عوامل الخطر التي تهدد سلامة الطفل :‏
أثبتت الأبحاث المتخصصة في هذا المجال، أنه كلما زاد ‏تعرض الطفل لعوامل خطر محددة وفقا لخصائص عيشه وشخصيته، كلما زاد ‏احتمال ‏تهيئته لقابلية تعاطي المخدرات مستقبلا أو في القريب العاجل. وهو ما يؤدي بالأطفال في مراحل مستقبلية إلى استعمال المخدرات ‏والاستمرار في تعاطيها ومن ثم إدمانها . فالطفل لا يولد بطبيعته مجرما ولا منحرفا، وفي الغالب تساعده الظروف المحيطة على ممارسة السلوكيات المرغوبة أو الجنوح نحو السلوكيات المنحرفة والخطرة، والتي منها تعاطي المخدرات والمسكرات، كما أنها هي من يشكل شخصية الطفل مستقبلا وقيمه وانفعالاته وتفاعلاته ورصيد خبرته وميوله، وتسهل له سبيل الانحراف.
عوامل الخطر العائدة للأسرة:
إن الصراعات الأسرية ، وضعف ‏الإدارة الأسرية ، وافتقار الوالدين لمهارات التعامل ‏الفاعلة مع الأبناء، جميعها دلالات قوية على إمكانية ‏تعاطي الأبناء للمخدرات والمؤثرات العقلية ، فضلا ‏عن الانحراف بشكل عام.‏ فتأثير البيئة المنزلية عادة ما يكون الأكثر ‏أهمية في مرحلة الطفولة. وتعاطي ‏الآباء والأمهات وكبار ‏‏السن في الأسرة للكحول أو ‏المخدرات، أو تورطهم في ‏قضايا جنائية، جميعها ‏مسائل تزيد من مخاطر ‏تورط ‏الأطفال فيما بعد في مشاكل ‏المخدرات. ‏كما أنها تجعلهم عرضة للعنف الأسري وإلى نمو الشخصية المضطربة.
عوامل الخطر العائدة للرفاق
تأثير الرفاق من أهم العوامل الفاعلة في تشكيل وتنمية ‏احتمالات التصرف الخطيرة، المؤدية إلى استغلال الأطفال جنسيا في الأحياء الموبوءة بالمخدرات، كما تعرضهم للاستغلال لنقل وبيع المخدرات وترويجها. فالرفاق الذين لديهم ‏اتجاهات وسلوكيات تدعم استخدام المخدرات ‏والمؤثرات العقلية يساهمون في تشكيل البيئة ‏الخطرة لدى الطفل ، الدافعة لاستغلاله وإلى تعاطي المخدرات.‏
وقاية الأطفال من الوقوع ضحايا المخدرات
1- تثقيف الوالدين والأسر بأصول التنشئة والتربية السليمة الواقية من تعاطي المخدرات.
2- تنشئة الأبناء تنشئة متوافقة مع متطلبات التنمية، تدعم عوامل حماية النشء من تعاطي المخدرات، وتقيهم الوقوع في عوامل الخطر التي تجعلهم معرضين لتعاطي المخدرات.
3- احتواء المشكلات العامة التي تحيط بالأفراد والأسرة ومعالجتها، والتي قد تؤدي إلى وقوع الفرد في تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
4- احتواء السلوكيات الجانحة لدى الأفراد ومعالجتها .
5- الاحتواء المبكر للفرد المتعاطي.
6- احمِ أبنائك ، اجعل سلامتهم هي قمة أولوياتك .
7- ثقفهم، عاونهم، كافئهم على النجاح، لا تحاول أن تحبطهم في الفشل
8- ضع لهم حدوداً يتحركون فيها وعلمهم تحمل المسؤولية
9.عانقهم، لامسهم، أظهر ابتسامة الحب كل يوم بوضوح.
10.قل لابنك كلمة { أنا أحبك } على الأقل مرة في اليوم.